{ وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (7) سورة هود. فأخبر سبحانه عن خلق العالم والموت والحياة وتزيين الأرض بما عليها أنه للابتلاء والامتحان ليختبر خلقه أيهم أحسن عملاً فيكون عمله موافقاً لمحاب الرب تعالى فيوافق الغاية التي خلق هو لها وخلق لأجلها العالم, وهي عبوديته المتضمنة لمحبته وطاعته وهي العمل الأحسن وهو مواقع محبته ورضاه وقدر سبحانه مقادير تخالفها بحكمته في تقديرها وامتحن خلقه بين أمره وقدره ليبلوهم أيهم أحسن عمل 2.
إذ لا يمكن صناعة شيء من دون وجود وظيفة له وغاية وهدف، يسعى الصانع إليها من صنعه لهذا الشيء. وهكذا الإنسان وهذا الكون؛ لم يخلقهما الله عز وجل حتى يكون الناس في الكون مهملين لا قانون يضبطهم أو شريعة توجههم، بل يقومون بالفساد والإفساد والظلم والطغيان. وهو ما شهده تاريخ البشرية الطويل كلما انحرفوا عن صحيح الدين ونور الوحي. بل خلقهم الله عز وجل لغاية بينة واضحة: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (الذاريات، الآية 56)؛ أي يعرفون ويطيعون. يعرفون مَن خلقهم ويرزقهم ويدبرهم، ومن سيحاسبهم على أعمالهم؛ ويطيعون أوامره ونواهيه التي بها تصلح أحوالهم ومعيشتهم. والعاقل هو من أدرك مراد الخالق منه، وأدرك أن فيه نجاته ونجاة البشرية. لذا، فبرغم ما بذل أعداء الإسلام في الطعن فيه وتشويهه، إلا إنهم لم يجدوا فيه أمراً أو نهياً واحداً يضر بمصلحة الإنسان من كونه إنسانا؛ لا في طعام ولا في شراب أو لباس أو معاملة أو عبادة أو خلق أو عقيدة، بخلاف ما تحرف من الأديان السماوية أو ما صنعه البشر من مذاهب وطوائف؛ فلا تخلو ممّا يضر الإنسان من حيث هو إنسان. وأيضاً، لم يجدوا في تاريخ الإسلام إساءة لإنسان بدافع من الإسلام. وُجدت إساءة من بعض القادة والناس، لكنها لم تقتصر على غير المسلم، ولم تكن بدافع من الإسلام، وإنما لهوى ومصلحة غلفها أولئك المسيئون بلبوس الدين، أو لانحراف الفهم عن صحيح الإسلام.
سعر سامسونج A51 في السعودية, 2024 | Sitemap