فمفهوم الهباء هو آخر مرتبة من التشتّت ، بحيث لا يبقى من الثبوت أثر. { وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} [الواقعة: 5 ، 6] أي ينتهى الفتّ والبثّ الى أن تكون الأجزاء المبثوثة المفتوتة كالهباء ، بحيث يرتفع النظم والتشخّص والثبوت والتأصّل. وفي الآيتين الكريمتين اشارة الى تفتّت وفناء عالم المادّة ، سواء كان من خلق اللّٰه المتشخّص الكبير كالجبل ، أو من عمل الإنسان في جهة مادّيّة ليس له رسوخ وتأثّر في القلب الانسانيّ الروحانيّ. { مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ} [الأحقاف: 19]. _____________________________ - مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ. - مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر. ١٣٩ هـ.
عربى - التفسير الميسر: اذا حركت الارض تحريكا شديدا وفتتت الجبال تفتيتا دقيقا فصارت غبارا متطايرا في الجو قد ذرته الريح
وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23) وقوله تعالى: ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) ، وهذا يوم القيامة ، حين يحاسب الله العباد على ما عملوه من خير وشر ، فأخبر أنه لا يتحصل لهؤلاء المشركين من الأعمال - التي ظنوا أنها منجاة لهم - شيء; وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي ، إما الإخلاص فيها ، وإما المتابعة لشرع الله. فكل عمل لا يكون خالصا وعلى الشريعة المرضية ، فهو باطل. فأعمال الكفار لا تخلو من واحد من هذين ، وقد تجمعهما معا ، فتكون أبعد من القبول حينئذ; ولهذا قال تعالى: ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا). قال مجاهد ، والثوري: ( وقدمنا) أي: عمدنا. وقال السدي: ( قدمنا): عمدنا. وبعضهم يقول: أتينا عليه. وقوله: ( فجعلناه هباء منثورا) قال سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله عنه ، في قوله: ( [ فجعلناه] هباء منثورا) ، قال: شعاع الشمس إذا دخل في الكوة. وكذا روي من غير هذا الوجه عن علي. وروي مثله عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والسدي ، والضحاك ، وغيرهم. وكذا قال الحسن البصري: هو الشعاع في كوة أحدهم ، ولو ذهب يقبض عليه لم يستطع.
سعر سامسونج A51 في السعودية, 2024 | Sitemap